في ضيافة الشيخ موسى 7/2/2008

مقدمة:
صريح صراحة مطلقة جرئىء جراءة كبيرة أفكاره تقع على غير العارف به وقوع الصاعقة الا أنه عند الغوص في أعماقه تجد فيه براءة الأطفال و ايمان العجائز"الكبار" يحب الكلام حبه للحياة يجيد الاصغاء كما يجيد الكلام يحترم محدثه و لو كان أصغر منه سنا وبنشيء من الفكرة الصغيرة فكرة كبيرة ومن الخاطرة و الملحة و النادرة مجلس أدب و لغة و فكاهة.
معرفتي به:
لم أكن أعرفه معرفة شخصية ولا علمية،ولكن دفعتي التلمذة ،بل التكوين في معهد الاخوة بسكري فكان نعم الأستاذ كما كنت طالبا من جملة مجموعة من الطلبة استمرت علاقاتنا علاقة أستاذ متكون و ظلت كذلك حتى بعد التخرج و ازدادت الآصرة علاقة و مودة و تبادل زيارات و كتب و جرائد ومجلات...وكان يحبذ هذه العلاقة و ينميها الى أن صارت آصرة علم و أدب كآصرة أخوة من أم و أب
قيمة الرجل في علمه و أدبه:
لم أكن لأقبل ما يقبل من الأفكار، ولاهو يضيره أن يرى عنادي مع الاصرار بقدر ما يؤكد على التفتح و عدم التعصب و التعنت و اتفقنا على هذه المنهجية،وبقيت تلميذا و بقي هو أستاذا
زيارات مودة و عيادة:
لا أذكر زيارات شتى و لكن أركز على زيارة تضمنت مذكرات مهمة للرجل تأبى الا أن تبصم حياته الزاخرة بالجد و الاجتهاد ببصمات ذات قيمة حضارية و تاريخية و أدبية و علمية و لهذا سأركز عليها دون غيرها
قال الاستاذ موسى:
تلقيت دراستي الابتدائية ابان العهد الاستعماري ب saint_ arnau سابقا
ثم انتقلت الى معهد الشيخ عبد الحميد بن باديس حيث اتممت دراستي المتوسطة هناك على يد اساتذة جميعة العلماء المسلمين الجزائريين وصادف ان ابرمت الجمعية اتفاق تعاون مع ادارة جامع الزيتونة التونسي وجاء اساتذة نحارير متعاونين مع اساتذةالجمعية وتقرر اجراء امتحانات شهاذة الاهلية فانتدبني بعض الاساتذة لذلك الا اني تهيبت لاني لا عهد لي باجراء مثل هذه الامتحانات الاان الاستاذ ظل يلح علي قائلا ومايمنعك من هذا قلت انا لااعرف شيئا يسمى الرسوب ولااقبل ان يضحك علي الناس فقال انك رابح فان نجحت فذاك الفوز الكبير وان كانت الاخرى فقد مزقت حاجز التهيب والخوف وتذخل من قابل وانت في غاية الاستعداد وهنا اقنعني فاقتنعت وتهيات للامتحان وذخلت
واخيرا قبلت المشاركة في الامتحان
وتقدمت للامتحان وساهمت فكنت من الناجحين وعلق اسمي عاليا في قائمة الناجحين ففرحت بهذا الظفر بهذا التتويج الجميل للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة في جزائر الكفاح والنضال جزائرالدماء والدموع جزائردماء الشهداء وحبر العلماء
وبدات اراجع عهد المعهد العتيد معهد عبد الحميد بن باديس وقد افادنا فوائد جمة افادنا ان عرفنا من نحن وما هي شخصيتنا وما اصالتنا وماهي مقوماتها فقد اقاموا هذه الاصالةعاى -العربيةلغتنا والاسلام ديننا والجزائر وطننا-واتضحت هذه الشعارات في مناهج عمل طالت مقررات تجسدت فيها سلسلة من الدروس في اللغة والادب وعلومهما وفي التاريخ والجغرافية والحساب والجبر والهندسة والعلوم العصرية فكانت هذه الدروس
تجمع بين الاصالة والمعاصرة
لقد طبق هذه المناهج أساتدةعظماء لايقلون شانا -كمايقول الاستاذ موسى -مثل الشيخ مبارك الميلي والعربي التبسي والبشير الابراهيمي وغيرهم واساتذة آخرون لحقوا بهم ولما يدركوا مكانتهم وقد ابلوا هم الاخرون البلاء الحسن امثال الشيخ الفضيل الورثلاني والشيخ عباس بن الشيخ الحسين والشيخ احمد حماني والشيخ عبد الرحمان شيبان ورعيل آخر من شيوخ منهم من هو في رتبة هاؤلاء ومنهم من يتدنى قليلا... ومن هم من مكانته العلمية اقل من هاؤلاء الا ان جهوده في ميدان الاصلاح مشهودة ويكاد المرء يجزم الى انهم الى الخطابة والوعظ والارشاد هم اقرب ومن الشيوخ والاساتذ من تركوا بصمة الاان تصنيفهم غير واضح للمتابع من هاولاء مدرسين ووعاظ امثال السلطاني القنطري والجيجلي الساحلي وآخرين قلت هاولآء جميعا سهروا على تطبيق منهج الجمعية في الداخل وفي الخارج في المدن الكبرى والمدن الصغرى في القرى والمداشر في المعهد والمسجد وفي النوادي والمجالس على الصعيد الرسمي والفردي ا هكذ دواليك
ودعنا هذا المعهد العتيد وهذه الوجوه النيرة وهذه المدينة الزاخرة والزاهرة بالعلوم والمعارف النابضة بالحيوية والحياة ورحلنا الى مكان آخر لانعرف عنه الا ما نقرا وما نسمع-وما رائي كمن سمع-الى تونس الخضراء
نزلنا تونس فوجدناها تؤنس،اسما على مسمى،ووجدنا أنفسنا في بلدنا فئاة كثيرة من الجزائريين أقوام و نساء حتى ليخيا لك أنك في الجزائر
التحقنا بجامع الزيتونة ،و انتسبنا الى معده، وسرعان ماندمجنا مع الطلبة الآخرين ،وبدأنا في الدراسة فاذا الينابيع الرقراقة و الوديان الصافية و البحور الفسيحة في الجزائر تتسع الى مياه زاخرة تنبعث انبعاثا،بحور فسيحة و محيطات بعيدة الأغوار،فغص ما شئت أن تغوص فلن تعدم ياقوت و مرجان و لآلئ...ووجدنا أنفسنا نكرع بلا سئم و لا ملل فمنا من يملئ دلوا،ومنا من ملأ دلوين و منا من يملأ دلوا ولا يفتأ يملأ...
عشنا في تونس مع اللغة و الأدب و الفكر والتاريخ و النهضة ةالحضارة و السياسة و الثورة و....
وفي تونس صدى الثورة الجزائرية،في الأندية و صفوف الدراسة و تنظيم الطلبة، وما تقدمه الصحافة كل صباح وما ينجم عن أحداث العالم عامة و العرب الاسلامي خاصة،التعالبية ،والاصلاح و الدستوريين ،و الثورة و رجالاتها،و الأحزاب و تنظيماتها و... كل شيئ جديد في كل يوم جديد
ثورة الجزائر و صداها في العالم العربي الاسلامي وبقية أنحاء العالم وما ان نالت الجزائر استقلالها حتى طفقت الدول في استقبال هذا المنتصر الجديد بالترحاب و القبول و الرغبة في مد يد العون و المساعدة
وزير الثقافة يرغب في ايفادنا الى سوريا: